من ملاحظتي للتصاميم الإسلامية، أسعدُ بطرح مجموعةٍ من النقاط التي قد يستفيد منها المصمِّم المسلم.
ثقافة المصمِّم المسلم:
• يجب أن يكون لدى المصمِّم المسلم اطِّلاع على الثقافة والفن الإسلامي، حتى يستطيع اختيار صور مناسبة لتصميمه، فالكثير منها يحمل ثقافةً غربية لم تكن يومًا ضمن الثقافة الإسلامية، وقد تكون مسيئة له!
فمثلاً: وجدتُ تصميمًا وُضِعت فيه صورٌ لكتبٍ غربية قديمة لديانةٍ أخرى، وهذا أمرٌ كان سيعرفُه المصمم ويتحاشاه لو كانت لديه مشاهدات سابقة.
• من المهم أن يكون المصمِّم المسلم على اطِّلاعٍ بأخبار المسلمين حول العالم، وأن يحاول تلبيةَ الاحتياجات وسد أي ثغرة.. ولا ينتظر غيره، فالتصميم هو الواجهة الإعلانية الأولى، وهو يصنع الرأي العام، وينتشر كالسَّيل، خاصة بعد توفُّر مواقع التواصل الاجتماعي.
• ينبغي على المصمِّم المسلم أن يكون مطلعًا على فنون الحضارة الإسلامية، ومهتمًّا بقواعد الدين الإسلامي؛ حتى يقدِّم شيئًا مميزًا، ذا معانٍ سامية، لا لغوَ فيه.
• من الأخلاقيات المهمة التي ينبغي أن يهتمَّ بها المصمم المسلم: حقوق الأدوات التي يستخدمها، وللأسف.. فإن القليل من المصممين المسلمين يهتم بهذه الناحية، بسبب غلاء هذه الأدوات، أو توفرها بشكل غير قانوني، فليست كل الصور والأدوات الموجودة على الإنترنت ملكاً لنا، نصنع بها ما نشاء، فلكلِّ شيءٍ حقوقُه التي يجب أن نتنبه لها ونحترمها.
أيضًا لا تستطيع نشر صورٍ حصلتَ على حقوق استخدامها بشرائها؛ ليقوم بتحميلها آخرون بشكل مجَّاني، فهذا انتهاك للحقوق واستخدام غير شرعي للأداة قد يُعرِّضك للقضاء، إلا إن كان عقد الشراء يُتِيح لك ذلك، فمن المهم الحذر من هذه الناحية، وأخذ الأدوات المتاحة التي تنازل أصحابُها عن حقوقها، وليس أخذ أية أدوات تجدها هنا وهناك.
أيضًا يجب الانتباهُ لنوع الحقوق المتنازَل عنها، فبعضهم يتيحها للاستخدام الشخصي فقط، وآخرون للاستخدامَيْن الشخصي والتِّجاري، وهكذا، كما يفضَّل أن يبدأ كل مصمم ببناء مكتبته الخاصة من عمله الخاص؛ مما سيزيد احترافية عمله.
النواحي الفنية التي يجب أن يهتم بها المصمم المسلم:
• التصميم الإسلامي ليس حصرًا على زمن معين، أو مناسبة معينة؛ بل هو تعبيرٌ عن الحياة اليومية للمسلم، ومستقبله وماضيه، وهو يحيط به ويوجد في كل شيء من حوله؛ لذلك على المصمم أن يراعيَ متطلبات العصر والتطور المتسارع، ولا يحتفظ بتلك النظرة القديمة لأساسيات وطرق التصميم؛ لأنها كانت آخر ما وصل إليه الفن في تلك الأوقات، بل عليه الإبداع والتنويع والابتكار واختيار عناصر وألوان جديدة في التصميم الإسلامي.
• التصميم الإسلامي الرقمي هو جزءٌ جديد وحديث من الفن الإسلامي، يحافظ على القواعد الإسلامية، ويتطور بتطور التصميم الرقمي العالمي، ولكل تصميم إسلامي متطلباته المختلفة، فلا تمتلك التصاميم الإسلامية طابعًا واحدًا، بل يمكن أن تكون بطابع عصري أو طابع تراثي، بحسب موضوع التصميم.
• عند تصميم أو اختيار زخرفة أو شكل فني هندسي، يتم الانتباه؛ لأن الكثير من الأشكال تنتج عند تَكرارها صليبًا، أو أي شكل آخر لا ينتمي للثقافة الإسلامية، وهذا أمرٌ منتشر ووارد.
• البساطة جميلة، والكل يُفَضِّلُها، لكن بعض التصاميم الإسلامية تحتاج إلى التعقيد، كتداخل الخطوط والزخارف، فعند استعمال هذا التعقيد يَحسُن الانتباه إلى إمكانية قراءة هذه اللوحات، ومعرفة تفاصيلها من قِبَل المشاهد، فهي كالحديث بعضه لا يُطِيق المرء سماعه، ولا يفقه منه شيئًا لصعوبة اللغة المستخدمة، وبعضها حلوٌ عذبٌ كالماء الزلال، ينشرح الصدر وتفرح النفس بسماعه!
• يمكننا تمييز أي تصميم إسلامي من خلال تلك النكهة الإسلامية التي نتذوَّقها حال مشاهدتنا له.
فما هي الروح الإسلامية التي يجب أن تكون في تصاميمنا؟
إنَّ حصر هذا الموضوع سيُقلِّل من شأن التصميم الإسلامي ويحصره، ولذلك نكتفي بالقول: إن الروح الإسلامية هي إدخال عنصر إسلامي مؤثر في التصميم، وبهذه الطريقة يمكن إدخال التصميم الإسلامي إلى أي تصميم نريد، فالتصميم هو كل شيء يشاهده المرء من حوله، موجود في كل شيء، أينما ألقيت ببصرِك وجدت تصميمًا، فتخيّل لو كانت كل هذه التصاميم ذات طابع إسلامي، ألن تجعل المسلم يتعلق بدينه أكثر؟
• في كل فترة، نشاهد تطورًا وثورةً في التصميم "الجرافيكي" في العالم، ونحن كمصمِّمين إسلاميين نقوم بالاستفادة منها في تصاميمِنا.
لكن السؤال هو:
متى سيفرض التصميمُ الإسلامي ثورتَه لينتشر بفنِّه، ويُقلَّد من قِبَل الجميع حول العالم كما كان سابقًا؟!